فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الأول أنه سيسمح للأمريكيين بزيارة بلدانه خلال الصيف إذا حصلوا على التطعيم باللقاحات التي أقرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية؛ سيكتشف آخرون أن اللقاح الذي اختاروه قد لا يسمح لهم بالسفر إلى المكان الذين يريدون زيارته. ورأت بلومبيرغ أن إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلين عن السماح للأمريكيين بالسفر لأوروبا، في مقابلة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» (الأحد)، يعني أن من تطعموا بلقاحي ساينوفاك وساينوفارم لن تكون بمستطاعهم زيارة أوروبا خلال المستقبل القريب. وستكون لذلك تبعاته الخطيرة على النشاط التجاري العالمي، ومساعي إحياء السياحة الدولية. ومع توسع حملات التطعيم في أرجاء العالم يبدو مؤكداً أن نوع اللقاح الذي حصل عليه الشخص هو الذي سيحدد الدول التي يمكنه أن يدخلها. وستكون المشكلة أشد تعقيداً بالنسبة لرجال الأعمال الصينيين الذين اعتادوا زيارة الغرب، وبالنسبة إلى الغربيين الذين تحتم مصالحهم التجارية أن يزوروا الصين كثيراً؛ إذ إن الصين لا تعترف بغير لقاحاتها؛ في حين أن لقاحاتها غير معترف بها في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. وبالنسبة للأشخاص في الدول التي ليس فيها خيار سوى اللقاح الصيني فقد تكون خياراتهم في السفر محدودة جداً. وتبحث دول العالم إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن شهادة تطعيم موحدة تتيح إعادة فتح الحدود، واستئناف السفر الدولي. لكن هناك 11 لقاحاً حالياً. ولا يعرف إن كانت الدول ستعترف بها جميعاً؛ أم أنها ستنتقي منها ما تريد الاعتراف بفعاليته ومأمونيته. وكانت الصين أعلنت في مارس الماضي السماح بدخول الأجانب الذين تم تطعيمهم بأي لقاح صيني في بلدانهم. ولا تسمح آيسلندا لأي شخص تم تطعيمه بلقاح صيني، أو بلقاح سبوتنك الروسي بدخول أراضيها. والمشكلة أن السياح الصينيين هم عادة الأكبر حجماً في حركة السياحة الدولية. وقد زار 155 مليون سائح صيني مناطق العالم السياحية في عام 2019، وأنفقوا هناك 133 مليار دولار. ويصل حجم السياحة العالمية إلى 9 تريليون دولار. فهل سيظل الحال على هذا المنوال؟ أم أن تلك الأموال الطائلة ستحتم على أفرقاء المعمورة التوصل إلى حل وسط؟